بسبب الحسد والتنافس كقولهم: انّ «بسفامتر» الرش خلق الجواميس ليتوسّع الناس بمرافقها، وهذا كقول «افلاطن» في «طيماوس» : الطي اي «1» الآلهة الذين تولّوا خلق الإنسان لمّا امرهم أبوهم أخذوا نفسا غير مائيّة فجعلوها ابتداء ثمّ خرطوا عليها بدنا مائيّا، وها هنا مدّة يسمّيها اصحابنا «سنى العالم» على مذهب الهند، فيظنّ منها انّ الخلق والفناء على طرفيها على وجه الإبداع، وليس موضوع القوم ذلك وإنّما هو «2» نهار «براهم» ويتلوه مثلها ليل له لأنّ «3» براهم موكّل بالإنشاء، والنشوء حركة في الناشىء من غيره وأظهر اسبابها المحرّكات العلويّة اعني الكواكب، ولن تكون هي فيما تحتها مؤثّرة تأثيرات معتدلة الّا مع تحرّكها وتبدّل اشكالها في كلّ جهة، وذلك مقصور على نهار براهم لأنّ الكواكب عندهم فيه سائرة وأفلاكها دائرة على النظام المقدّر لها والنشوء لذلك دائم على وجه الأرض، وفي ليل براهم تسكن الأفلاك عن «4» حركاتها وتستقرّ الكواكب كلّها في موضع واحد بأوجاتها وجوزهراتها وتصير الأحوال الأرضيّة لذلك حالة واحدة لا تختلف، فيبطل النشوء بسكون المنشئ وتعطّل الفعل والانفعال وتستريح العناصر عن الاستحالات والممازجات استراحتها الآن في ... «5» وتستعدّ بخلوصها للأكوان المستأنفة «6» في النهار المستقبل، ويدور الأمر على ذلك مدّة عمر «براهم» كما سنحكيه في موضعه؛ فالخلق وفناؤه عندهم إنّما يقع من هذا الوجه على وجه الأرض من غير ان يحصل بالخلق في الموجودات وجود طينة لم تكن ولا عند الفناء عدم طينة قد كانت، وأنّى يكون عندهم إبداع وقد قالوا بقدم