نزرت عائدتها ليشاهد اجتماع الخفاف فيعلم أنّها متحرّكات لا سواكن وليحاط بكيفيّة قوالبهم وتقطيع أبياتهم وليعرف أنّ الخليل بن أحمد كان موفّقا في الاقتضابات وإن كان ممكنا أن يكون سمع أنّ للهند موازين في الأشعار كما ظنّ به بعض الناس، وتكلّفنا ذلك ليتقرّر به شريطة «الشلوك» من أجل انّ مباني الكتب عليه فنقول: إنّه من ذوات الأربع أرجل كلّ واحدة ذات ثمانية أحرف لا تتشابه في الأرجل وتكون أواخر الأربع من جنس واحد وهو الثقيل، ومن شرطه أن يكون الحرف الخامس في جميع أرجله خفيفا أبدا والسادس فيها ثقيلا والسابع في كلّ واحدة من الرجل الثانية والرابعة خفيفا وفي الباقيتين ثقيلا ثمّ سائر الأحرف كيف اتّفقت او أريدت، ولكي تعلم كيفيّة استعمال الحساب فيه نقول حاكين عن «برهمكوپت» : إنّ أوّل أجناس الشعر هو «كايتر» وهو ذو رجلين فإذا فرضنا عدد حروف هذا الجنس أربعة وعشرين وأقلّ عدد حروف الرجل اربعة كان الرجلان هكذا: 44 على أقلّ ما يمكن لكنّ المفروض لهما 24 فالباقي 16 نزيده على الرجل اليمنى حتى تصيرا 20: 4، ولو كان ذا ثلاث ارجل لكانت 16: 4: 4 فإنّ الرجل اليمنى متميّزة أبدا مسمّاة باسم على حدة وما قبلها من الأرجل مجتمعة جملة واحدة وباسم على حدته مسمّاة ولو كان ذا اربع ارجل لكانت 12: 4: 4: 4، فإن لم نعمل على الأربعة التي هي أقلّ ما يمكن في الرجل وأردنا الازدواجات الحادثة في ذي الرجلين من الأربعة والعشرين حرفا زدنا على الرجل اليسرى واحدا ونقصنا من اليمنى واحدا ووضعنا الحاصلين تحتهما كلّ واحد في جانبه ولا يزال يفعل ذلك إلى أن ينتهي إلى مثل العددين اللذين في أول السطرين متبادلين على مثال هذه الصورة:
وعدد هذه الازدواجات سبعة عشر كفضل ما بين العددين الأوّلين مزيدا عليه واحد؛ وأمّا ذو الثلاث الأرجل على العدد المفروض فإنّ أوّله الموضوع على الأقلّ كما ذكرنا يكون 16: 4: 4 فتقام اليمنى والوسطى مقام رجلي ذي الرجلين ويعمل