3- صنع الفهارس الحديثة:

وللفهارس المقام الأول بين هذه المكملات، إذ بدونها تكون دراسة الكتب -ولا سيما القديمة منها- عسيرة كل العسر. فالفهارس تفتش ما في باطنها من خفيات يصعب التهدى إليها، كما أنها معيار توزن به صحة نصوصها، بمقابلة ما فيها من نظائر قد تكشف عن خطأ المحقق أو سهوه.

وقد أصبح عصرنا الحديث المعقد في حاجة ملحة إلى اختزال الوقت وإنفاق كل دقيقة منه في الأمر النافع.

وللفهارس سابقة قديمة عند العرب في كتب الرجال والتراجم والبلدان ومعاجم اللغة، ولكن لإخواننا المستشرقين فصل التوسع في هذا التنويع الحديث، فقد عرفنا عنهم فهارس الأعلام والقبائل والبلدان والشعر والأيام والأمثال والكتب.

وقد اقتبسنا نحن هذه الأنواع، وزدنا فيها ضروبا أخرى كثيرة.

فمما ابتدعه محقق الحيوان "فهرس أنواع الحيوان" وقد بلغ عدد صفحاته نحو مائة صفحة، وظهر هذا الفهرس مرتبا ترتيبا علميا دقيقا على هذا الوضع:

1- تسمية الحيوان وبيان جنسه وأنواعه وأشباهه.

2- الكلام في أعضائه وتطوراته وألوانه.

3- بيان طعامه وشرابه، وسلاحه، وصوته، وصنعته، ونفعه وضرره.

4- الكلام في تناسله، وطباعه، وتعليمه، وأمراضه، وعمره.

5- بيان موطنه، وأثر الطبيعة فيه، وعلاقته بغيره من الحيوان.

فيستطيع الباحث أن يستخرج معارف كل حيوان منظمة على هذا النسق المرتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015