وهذه الأحاديث والآثار معارضة بأدلة تدل على الجواز ومن ذلك:

أولاً - ما رواه مسلم في "صحيحه" (1/ 257) (323) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: (أكبر علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني أن ابن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة).

قال الحافظ في "الفتح" (1/ 300): (أعله قوم لتردد وقع في رواية عمرو بن دينار حيث قال علمي والذي يخطر على بالى أن أبا الشعثاء أخبرني فذكر الحديث وقد ورد من طريق أخرى بلا تردد لكن راويها غير ضابط وقد خولف والمحفوظ ما أخرجه الشيخان بلفظ (أن النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد)).

وقال النووي في " شرح مسلم" (4/ 7): (وهذا الحديث ذكره مسلم رحمه الله تعالى متابعة لا أنه قصد الاعتماد عليه).

والراجح عندي أن ما ذكره ابن حجر ليس بعلة في الحديث وأنه مقبول.

ثانياً - بما رواه أبو داود (1/ 18) (68)، والترمذي (1/ 94) (65)، قال: «حسن صحيح»، والنسائي (1/ 173) (325)، وابن ماجه (1/ 132) (370، 371)، وأحمد (1/ 235، 284، 308)، وابن الجارود (ص241) (48)، وابن خزيمة (1/ 48) (91)، (1/ 57) (109)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 26) (106)، وابن حبان (4/ 48) (1242)، (4/ 56) (1248)، (4/ 73) (1261)، (4/ 84) (1269)، والطبراني في «الكبير» (11/ 274) (11716)، والحاكم (1/ 262) (565) - كلهم - من طريق ... سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت من جنابة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فقالت له , فقال: " إن الماء لا ينجسه شيء "

ورواية ... سِمَاك عن عكرمة مضطربة، كما أنه قد تغير بآخره فكان ربما تلقن. وقد صحح البعض هذا الحديث لأنه من رواية شعبة والثوري عن ... سِمَاك فقبلوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015