بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الطهارة
قال الماتن - رحمه الله -: (كتاب الطهارة، وهي: رفع الحدث وزوال الخبث).
فيه مسائل:
الأولى قوله: (كتاب) قال ابن أبي الفتح في "المطلع" (ص/5): (مصدر سمي به المكتوب كالخلق بمعنى المخلوق ... قال سالم بن دارة:
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيَّاً خَلَوْتَ بهِ ... على قَلُوصِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
ومنه كتبت الكتاب أي جمعت فيه الحروف والمعاني المحتاج إليها.
وهو الاصطلاح اسم لجنس من الأحكام ونحوها تشتمل على أنواع مختلفة كالطهارة مشتملة على المياه والوضوء والغسل والتيمم وإزالة النجاسة وغيرها وهو خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب الطهارة أي الجامع لأحكامها).
الثانية - قوله: (الطهارة) وقال ابن أبي الفتح: (هي في اللغة النزاهة والنظافة عن الأقذار يقال طَهُرَت المرأة من الحيض والرجل من الذنوب بفتح الهاء وضمها وكسرها).
قال إبراهيم بن مفلح في " المبدع " (1/ 30): (معناها لغة النظافة والنزاهة عن الأقذار ومادة ن ز هـ ترجع إلى البعد وفي الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على مريض قال: (لا بأس طهور إن شاء الله) أي مطهر من الذنوب وهي أقذار معنوية).
عرفها الماتن بقوله: (رفع الحدث وزوال الخبث).
رفع جنس في التعريف، ويشمل كل رفع، ولكنه قيده بالحدث وسيأتي - بإذن الله - الفرق بين الرفع والارتفاع.
الحدث: وهو معنى يقوم بالبدن تمتنع معه الصلاة ونحوها (?).