وتأمَّل قوله -تعالى- (?): {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ} (?) الآية؛ فإن وجهَ الشّبهِ (?) بين المُنَافقين وبين ذوي الصَّيِّب؛ هو (?) أنهم في المقامِ المُطْمع في حصولِ الْمطَالبِ لا يَحْظونَ إلا بضدِّ المطموع فيه؛ من مجرّد مُقَاساةِ الأَهْوال؛ حتَّى تَرَى أنَّه لتَركيب فيه وقع تشبيهًا حَسنًا.
وقبوله؛ أي: التَّشبيه بأَن يكونَ وجهُ الشبه -كمَا مَرَّ- (?)؛ حيث قال: حقُّ وجه التَّشْبيه أن يشملَ (?) الطرفين صحِيحًا؛ أي: يَكُونُ شاملًا للطرفين مُتناولًا لهما. مُعْطيًا للغرضِ؛ أَيْ: لغرضِ التَّشبيهِ كَمْلًا؛ أي: تَمَامًا (?)؛ والمرادُ: أَن يكونَ وجهُ الشّبهِ (?) كاملًا في تحصيل ما عُلِّق به من الغرضِ (?)؛ من بيانِ حالِ المُشَبَّه، أَوْ بيانِ مِقْدارِ