من صميمِ القَلْب (?). هذا هو كَمَا أجابَ في "المفتاح" (?)، لكن له وجُوه أُخرى (?)؛ كما يقال: إنَّهم لكاذبون (?) في شهادتهم، إمَّا لإشعارها عُرفًا بالعِلْم؛ لأنَّ من قال: "أشْهد بكذا" تَضَمَّن (?) أنّي أقوله عن عِلم (?)، وإن كان الشَّهادة بمجرّدها تحتمل العِلْم والزُّور، وتقيّد بهما لُغَةً (?). وإمّا لأنّهم زَعَموا أنَّ شَهَادَتهم بذلك مُسْتَمِرَّةٌ (?) غيبةً وحضورًا [لقولهم نَشهد على طريقة قوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (?)] (?). أوْ أنَّهُم كاذبون في تَسْميتهم إخبارَهم شهادة؛ لأنَّ الإخبارَ إذا خَلَا عن مُواطأة القَلب (?) لَمْ يكُن شهادةً -في الحقيقة-.