وقال شيخ مشائخنا العلامة ابن عابدين في " حاشيته " (1) على الكتاب المذكور ما لفظه:

(وأما الكلام فلأن المقصود منه الإفهام والموت ينافيه ولا يرد ما في " الصحيح " من قوله لأهل قليب بدر: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقال عمر رضي الله عنههـ: أتكلم الميت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم أو من هؤلاء. فقد أجاب عنه المشايخ بأنه غير ثابت يعني من جهة المعنى. (2) وذلك لأن عائشة رضي الله تعالى عنها ردته بقوله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور} و {إنك لا تسمع الموتى} وأنه إنما قاله على وجه الموعظة للأحياء وبأنه مخصوص بأولئك تضعيفا للحسرة عليهم وبأنه خصوصية له صلى الله عليه وسلم معجزة. لكن يشكل عليهم ما في " مسلم ": " إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا " إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال (3) جمعا بينه وبين الآيتين فإنه شبه فيهما الكفار بالموتى لإفادة بعد سماعهم وهو فرع عدم سماع الموتى. هذا حاصل ما ذكره في " الفتح " هنا وفي " الجنائز "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015