قال: (مبادئ اللغة, ومن لطف الله تعالى / إحداث الموضوعات اللغوية).
أقول: إضافة المبادئ إلى اللغة من إضافة الشيء إلى جنسه, فهي بمعنى [خاتم من فضة] , ولما فرغ مما تمس الحاجة إليه من القواعد المنطقية, التي هي من تتمة مبادئ هذا الكتاب, شرع الآن فيما تستمد منه أصول الفقه من المباحث اللغوية, ولما كان المستمد منه على ما تقدم من المبادئ لهذا العلم, قال: (مبادئ اللغة).
ولم يظهر لتغير عبارته وجه حيث قال أولًا: (من الكلام والعربية والأحكام) , وقال الآن: (مبادئ اللغة) , ولم يقل: مبادئ العربية, ولم يذكر المصنف شيئًا من مباحث المبادئ الكلامية؛ لأن المبادئ الكلامية على ما سبق: معرفة الباري, وصدق المبلغ, ودلالة المعجزة على صدقه, وقد جرت عادة العلماء أن يبحثوا عن ذلك في تصانيف علم الكلام خوفا من الانتشار وخلط العلوم.
والمبحوث عنه في المبادئ اللغوية هنا, ولما لم يكن مبحوثًا عنه في تصانيف علوم العربية, لم يمكنه أن يحيل الكلام فيه على فن آخر, بخلاف مبادئ الكلام, ولذلك أيضًا ذكر مبادئ الأحكام, وقدم المصنف مقدمة على المباحث اللغوية.
واعلم أن الإنسان لما كان شريفًا لكونه خلق الله تعالى, كما قال عليه السلام حاكيًا عن الله تعالى: «كنت كنزًا مخفيًا, فأحببت أن أعرف,