النقوي. وكلهم طواشيون. ثم انفصل بإينال الإسحاقي فكان أول تركي فحل ولي بها. ثم بعد موته قاسم الفقيه، ثم بعد موته الشجاعي شاهين الجمالي. ثم انفصل قليلاً بالطواشي إلياس الأشرفي الأبيض. ثم بعد موته أعيد شاهين، وهو أشبههم طريقة ولم يلها مثله فضلاً وعقلاً وذرية، ولذا طالت مدته، واختص عمن قبله بوضع مفتاح حاصل الحرم تحت يده دون القضاء ".
وقد وصفهم العلامة ابن جبير في رحلته بالسدنة الحارسين للمسجد، وأنهم فتيان أحابيش، وصقالبة ظراف الهيئات، نظاف الملابس. " ثم رأيت في تاريخ ابن فرحون قال: " ... إن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هو الذي ثبت قاعدة الخدام في الحرم النبوي وأوقف عليهم من الأوقاف. وكتاب الوقف موجود عندهم إلى يومه. وكان الموقوف عليهم نحو عشرين خادماً معينين ثم من بعدهم على خدام الحرم النبوي. ثم أوقف عليهم الصالح والناصر محمد بن قلاوون وقفاً آخر فلهم تقريباً في الحرم في الجامكية نحو مائتين " يعني من تاريخه.
ومن وظائفهم حفظ المسجد النبوي نهاراً، وقفل أبوابه والمبيت فيه لحراسته كما هو الأصل في ابتكارهم، وتنزيل القناديل وتعليقها للتعمير والوقود، ومسحها وإسراج ما يوقد منها سحرا، والدوران بعد صلاة العشاء بالفوانيس لتفقد من يخشى من مبيته،