ووالدة عبد الكريم المزبور ملكة بنت مصطفى الشرواني. يقال: إن أباها كان يحبه فزوجه إياها. وقد اعترض عليه كثير من الأعيان في تزويجها لولد السمان.
وأما أحمد بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق الإنقشارية. ثم خرج من المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وسكن قبا في الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة المنورة وصار بيرقدار القلعة السلطانية. وكان في بدايته فقير الحال. ثم صار صاحب أموال عظيمة يقال: إنه خلف نحو 30. 000 " غرش ". وكان يتعاطى بيع التمر والفلاحة. واشترى جملة عقارات من نحيل وبيوت وتعلقات. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وحامداً، وحسناً، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، ومحمداً، وزبيدة، زوجة عبد الكريم، والدة أولاده. وكلهم موجودون بقيد الحياة على طريقة والدهم من البيع والشراء والفلاحة ماعدا أبا بكر فإنه مشغول بطلب العلم الشريف الأنور. ورام أن يصير خطيباً وإماماً فلم يرض به الخطباء والأئمة. وكادت أن تكون فتنة بسبب ذلك على الأمة.
وأما عبد الرحمان بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، يحفظ القرآن، ويدارسه في شهر رمضان. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين. وكان يواسي سادات بن علوي ويكرمهم ويرفع قدرهم ويعظمهم. وكان ابتدأ فقير الحال. وبسبب البيع والشراء صار يعد من أصحاب الأموال. واشترى جملة من العقارات، لا سيما من الدكاكين والصرر والجرايات. وأعتق عدة من العبيد لوجه الحميد " المجيد " وتزوج واقتنى الإماء. ولم يولد له فلعله عقيم. وتوفي سنة 1192. والله تعالى أعلم.