فأما عبد القادر فتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: درويش وهو موجود، وبالبخل موصوف ومعدود. وله أولاد.
وأما جمال الدين فتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز. وهو رجل لا بأس به. وتعاطى صنعة والده. وله من الأولاد جمال، وهو موجود.
ومن هذا البيت ابن عمهم الخواجة بدر أبو خشيم. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة. وكان مولعاً بلعب الشطرنج حتى برع فيه وفاق لاعبيه حتى صار إذا لعبه ينسى جميع أموره. وله حكايات كثيرة في ذلك.
فمنها أنه أراد سفراً إلى جدة المعمورة لبعض التجارة فشد أحماله ووادع أهله. وخرج إلى خارج البلدة النبوية فمر بطريقه على بيت بعض أصدقائه ليودعه فوجدهم يلعبونه، فما سلم ولا تكلم. وجلس يلعب معهم إلى المساء وسافرت أحماله مع القافلة فلما تناصف الليل أرادوا النوم فتركوا اللعب. فتذكر أنه مسافر. فصار مفكراً في أمره ماذا يصنع؟ فأخبر صاحبه بذلك. فماذا يصنع معه مع ذهاب أحماله مع رفقائه. فجلس إلى قافلة أخرى وسافر معها.
ومن أعظم الحكايات عنه أنه مرض مرضاً شديداً. فصار من عنده يلقنه الشهادة، وهو يقول: كش، كش، كأنه يلعب الشطرنج. فلما أفاق من مرضه ذلك أخبروه بما صار فندم على ذلك. وتاب إلى الله منه حتى مات. فاشتغل بتلاوة القرآن عن لعب الشيطان.