إلى القنفذة وجلس فيها مدة بأنغص عيش. ثم عفا عنه ورده إلى بلده. فمكث فيه مدة ثم توفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: سلمى المتوفاة مع عر حيدر، والدة ولده منها. وأختها تزوجت على عبد الله بن عمر حيدر من غير أختها. وله منها ولد موجود.
ولأحمد المزبور دار كبرى بخط ساحة البلاط اشتراها بثمن بخس غدراً من أهلها. وعمرها بأحسن عمارة وإحكام. وسكنها شاهين أحمد باشا عام وصوله إلى المدينة محافظاً. ثم باعها أحمد المزبور على الخواجة علي النحال بأحد عشر ألف غرش، وأضاعها في أغراضه وأمراضه. ومما أخبرت أنه دفعها لمحمد أبي الذهب عام وصوله إلى مكة وطلب منه أن يوليه كتخدا النوبجتية فأجابه إلى ذلك. ولم يتفق وصوله إلى البلدة النبوية. وحماها الله منه ببركة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وقد أوقفها الحاج علي النحال على أولاده. ومن شؤم بانيها لم يطمئن هو بسكناها ولا من اشتراها منه. وصارت مشهورة بسكنى الباشوات إلى اليوم. واليوم ساكن فيها حضرة يوسف باشا بن محمد باشا والي جدة، محافظ المدينة المنورة.
" بيت الخضاري ". نسبة إلى الخضار. وصار علماً بالغلبة على سكان البركة، مغيض العين الزرقاء. وهم جماعة كثيرون من البادية ومواليد بني حسين وغيرهم، وحرفتهم نقل الأحجار والدمن. وجميع ما يحملونه على ظهور جمالهم. وهم أشبه بالحمالة على كل حالة.