فأما عبد الرحمان فمولده سنة 1128. وباشر الإمامة ولم يباشر الخطابة. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: علي. ومولده سنة 1158. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى الروم مرتين ورجع بما يقر العين. وتزوج. وله أولاد أمجاد.
وأما محمد فمولده في سنة 1131. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى لروم ولم يبلغ ما يروم. وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو الذي ادعى أنه من الأنصار لكونه من أهل الإعسار. ولا ادعى ما ادعاه من كان قبله من الأصول والأخيار. وقد حققت ذلك في رسالتي المسماة ب " نزهة الأبصار في عدم صحة نسبة الخمسة البيوت إلى الأنصار " بيت الخياري، بيت الكراني، بيت التمتام، بيت بافضل، بيت باشعيب.
وسبب دعواهم أنه وردت صدقة من سلطان المغرب للأنصار وقدرها مائة دينار. وكنا غائبين عن المدينة: بعضنا بمكة وبعضنا بالعوالي مخرجين من المدينة فطمع هؤلاء المذكورون في أخذها. وأعانهم عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً وزوراً وصارا يشاركوننا فيها بالكذب والبهتان من غير حجة ولا برهان. - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم -. وأعقب محمد المزبور زين العابدين، وأخته. وهما موجودان اليوم.
وأما علي بن عبد الرحمان الكبير فكان رجلاً فاضلاً رأيت له بعض نظم ونثر. وتوفي وأعقب من الأولاد: