الأغوات امتدحني بأبيات وفيها تاريخ لطيف. فالحاصل " أنه " كان صاحب أنس وانبساط في غاية النشاط إلى أن توفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: محمد صالح، وعبد الوهاب، وأبا الحسن، وزبيدة. والدتهم منى بنت عمر القفاص، أخت عمهم حماد أفندي لأمه.
فأما محمد صالح فهو كاسمه رجل صالح. نشأ نشأة حسنة على طريقة مستحسنة وطلب العلم الشريف، وصار خطيباً وإماماً بالمسجد السامي المنيف. وصحب الشيخ محمد السمان وغيره من الأعيان. وسافر إلى الروم سنة 1189 ورجع منها ببلوغ ما يروم.
وأما عبد الوهاب فكان رجلاً كاملاً يتعاطى الصياغة ويؤذن في بعض الأحيان للتبرك لأن صوت من أحسن الحسان.
وأما أبو الحسن فهو أشبه بأخيه عبد الوهاب، صاحب كمالات وآداب. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. واشتهر بحسن ضرب الطنبور في مجالس اللهو والخمور.
وأما أبو السعود بن عبد الحفيظ فمولده في سنة 1120. ونشأ نشأة صالحة. وهو رجل كامل، محب للصالحين. ويحفظ القرآن. وله مطالعة ومذاكرة. رزقه الله بجملة أولاد.
منن الإله على الأنام كثيرة ... وأجلهن نجابة الأولاد
وهم: عبد الرحمان، مات في حياة والده. وخلف ابناً سماه