ألا مِن مبلغِ الشيخَ ابن هادي ... تحياتي وأشواق الفؤاد
إلى الشيخ المبجل كن رسولاً ... بِهذا الشعر ياطير البوادي
وقل للشيخ يأتينا جميعًا ... كما يأتي الغمامُ على البلاد
وحقُ الشيخ أن يؤتى ولكن ... لجهل الناس صار الأمر عادي
وما لي عن معاهدكم غناءٌ ... وهل تغني الجفون عن السواد
ولكن ربما أمَّلتُ شيئًا ... فشاء الله لي غير المراد
برغم البعد أنت لنا قريبٌ ... وصوتك صادح في كل وادِ
زرعت بفضل ربي الأرض خيرًا ... فعمَّ الخير أرجاء البلادِ
يحبك من أحب الله حقًّا ... ويكرهك المشمر للفساد
إذا بُغض الفتى من أجل رشدٍ ... فليس البغض إلا للرشاد
وحسبُك أن بذرت بكل حيٍّ ... بذور الخير لا شرك القتادِ
قمعت المفترين بنور وحي ... ولم تحتج إلى حمل النجاد
ولم تجنح إلى إشعال حرب ... كفعل الطامحين إلى القياد
يهمهم الوصول إلى الكراسي ... بأي وسيلة من غير هادِ
رأيتك قد نشرت الدين غضًا ... بدون تفلسف في كل نادِ
عرضت الدين صافٍ ليس فيه ... قذًى يؤذي لشعب كان صاد
هو الدين الحنيف كذا أتانا ... بلا كدرٍ طهورًا كالغواد
فما كان الرسول ولا ذويه ... ولا الأصحاب من أهل التمادي
فلا الصوفية الحمقى رآها ... لنا دينًا ولا الرفض المعادي