إنك إذا نظرت إلى هذه الحزبيات وجدتها لا تريد إلا الحياة الدنيا، وإذا نظرت كذلك إلى أصحاب الحزبيات المغلفة الذين يختلسون أموال الناس، ثم يحاربون بها سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لوجدتهم مائلين إلى الدنيا.
وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فالشباب بل والشيوخ في عدن أصبحوا متجهين لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يريدون إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ولن أنسى تلك المناظر وتلك الجموع الكثيرة، وبل ذلك الازدحام حتى في الضحى وفي وقت الأكل عند أن زرنا إخواننا في عدن حفظهم الله تعالى.
فنصيحتي للشباب العدني بل وللشيوخ وللعامة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأن يبتعدوا عن أهل الدنيا، ولست أقصد ألا تحترف وألا تأكل من الحلال، أو لا تبيع ولا تشتري، أو لا تزرع، بل أقصد أن تبتعد عن أصحاب الحزبيات الذين يعدونكم بالوعود سواء أكانت صادقة أم كاذبة.
والأمر الذي نصحت به إخواني أهل السنة في شريط (نصيحتي لأهل السنة) هو الأمر الذي أنصح به إخواني في الله أهل عدن، وهو أن نعامل المخالفين معاملة المسلمين لأنّهم متأولون حتى وإن كانوا يقولون: نحن ديمقراطيون، إذا كان يعتقد أن الديمقراطية حق ويؤمن بها فهو كافر، لكن إذا كان متأولاً لأجل مطامع الدنيا فهو ضال.
فمثل أولئك أصحاب الحزبيات وأصحاب الجمعيات المغلفة أنصح الأخوة ألا يحضروا محاضراتهم، وألا يمكنوهم من المناقشة معهم، فقد جاء رجل إلى الإمام مالك وقال: إني أريد أن أناظرك! قال الإمام مالك: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني، قال الإمام مالك: فإن جاء رجل آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذًا يصير ديننا عرضة للتنقل، اذهب إلى شاكّ مثلك فإني على ثبات من ديني.