الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((العبادة في الهرج كهجرة إليّ)) أخرجه مسلم من حديث معقل بن يسار.
أي: إقبالك على عبادة الله في وقت الفتن والقتل والقتال، لك فيه أجر عظيم كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وليس معناه أن لك مثل أجر مصعب بن عمير، أو عبد الله بن مسعود، لأن المشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به، لكن لك فضل عظيم إذا أقبلت على العبادة في وقت الفتن.
وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لأصحابه: ((تعوّذوا بالله من شرّ الفتن)).
ويقول كما في "سنن أبي داود" من حديث المقداد بن الأسود: ((إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا)). فالذي يبتلى ويصبر فله أجر عظيم.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحذر أصحابه من الفتن ويقول: ((ستكون فتن القاعد فيها