يستنبطونه منهم (?)}. فيجب علينا أن نرجع إلى العلماء: {وتلْك الأمْثال نضْربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون (?)}.

وترى بعض الناس يحفظ له ثلاثة أو أربعة مواضيع ويقوم بها في المساجد يركض وينطح، ثم يلقبه أصحابه بشيخ الإسلام، فهل هذا هو العلم؟ بل العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتك ركبتك ولا بد أن تصبر على الجوع والعري، وانظر إلى حالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما صبروا عليه.

وأهل العلم هم الذين يضعون الأشياء في مواضعها، كما تقدم في الآية الكريمة السابقة ويقول سبحانه وتعالى: {إنّ في ذلك لآيات للعالمين (?)}. ويقول عز وجل: {أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحقّ كمن هو أعمى إنّما يتذكّر أولو الألباب (?)}.

والمصيبة التي ابتلى بها المسلمون هي جهلهم بدينهم، فمن حفظ له آيات وأحاديث وقام يتكلم بها وخصوصًا إذا أعطي فصاحة، قالوا: هذا هو الشيخ.

والحمد لله تتضح الحقيقة كما قيل:

إذا حمل الفصيح فلا تهبه ... فتلك الاستعارة مستعارة

ولذ بالعلم والعرفان تلقى ... فصاحته انتهت من غير غارة

فيجب علينا أن نزن العلماء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015