قال ابن درستويه: أصلهما جميعًا من الصحو، وهو انجلاء الغيم عن السماء، وذهاب السكر عن السكران، وإنما السكر بخار يغطي على عقل الشارب كما يغطي السحاب وجه السماء، فإذا فاق السكر عن السكران قيل: قد صحا، أي: عقل، فلذلك جاء بغير ألف، وجاء أصحت بالألف، لأنه بمعنى أقشعت، وأسفرت.

قال الشيخ أبو جعفر: قال ابن سيدة في المحكم يقال: صحا السكران وأصحى، وكذلك المشتاق. وحكاه أيضًا ابن القطاع في أفعاله.

قال الشيخ أبو جعفر: وقد يستعار في اللهو والصبا، فيقال: صحوت عن اللهو، وصحوت عن الصبا: إذا أفقت منه، وتركته، وأنشد ابن خالويه لجرير:

أَتَصْحُو أَمْ فُوَادكُ غيرُ ضَاحٍ ... عَشيَّةَ هَمَّ صَحْبُك بالرُّواح

تَقُول العَاذِلاتُ عليك شَيبٌ ... أَهَذَا الشَّيبُ يَمْنَعُنِي مِرَاحِي

قال الشيخ أبو جعفر: قال ابن درستويه: [شبه] جرير زوال الهم عن القلب بزوال السكر عن الشارب.

قال الشيخ/ أبو جعفر: وحكى ابن خالويه بإسناذ له عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015