قال صاحب الواعي: وبدل على أن الناشد هو الطالب قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فقال: "أيها الناشد! غيرك الواجد". معناه: لا وجدت، يريد الدعاء عليه. قال ومنه قال الشاعر:
أَنشِدُ الدِّار بِعطْفَي مَنْعِجِ ... وخَزَازى نِشْدَةَ الباغي المُضِلَ
قال: فهذا يدلك على أن نشدت: طلبت، قال: ومعنى أنشد الدار: أقول أين ذهب أهلك؟. قال وقيل للطالب: ناشد؛ لرفعه صوته بالطلب، والنشيد رفع الصوت، ومنه إنشاد الشعر، إنما هو رفع الصوت به.
قال الشيخ أبو جعفر: وحكى اللحياني في نوادره نشدت الضالة نشدة، ونشدة، ونشدانا، أي: طلبتها.
وقوله: «وقد حضرني قوم، وشيء».
قال الشيخ أبو جعفر: معنى حضر الشيء وحضرني، كمعنى شهد وشهدني، وهو ضد الغيبة، عن ابن درستويه. قال: ولذلك قيل للمشهد: الحضرة، والحاضرة.
وقال القزاز: الحضر خلاف البدو، والحاضرة/ خلاف البادية، وهؤلاء أهل الحاضرة، أي: أهل الحضر، وحضرة الرجل فناء داره.