قال الشيخ أبو جعفر: وحكى ابن جني في كتاب الخصائص بإسناد له عن أبي عثمان أنه كان عند أبي عبيدة، فجاءه رجل فسأله، فقال له: كيف تأمر من قولنا عُنيت بحاجتك؟ فقال له [أبو عبيدة]: أُعنَ بحاجتك، فأومأت إلى الرجل، أي: ليس كذلك، فلما خلونا قلت له: [إنما] يقال: لتعن بحاجتي، قال: فقال أبو عبيدة: لا تدخل علي، فقلت: لم؟ فقال: لأنك كنت مع رجل خوزي، سرق مني عاماً أول قطيفة لي، فقلت: لا والله ما الأمر كذا، ولكنك سمعتني أقول ما سمعت أو كلاماً هذا معناه.
قال الشيخ أبو جعفر: قال ابن الأعرابي على ما حكاه الزمخشري: من قال لتعن بحاجتي [فمعناه] لتكن المقصود بحاجتي، ومن قال [لتعن] بحاجتي، فمعناه: لتكن منك عناية، قال الزمخشري: وهذه اللام تسمى لام الأمر، وبعض العرب يفتحها مثل لام كي، وهو قليل، فإذا تقدم عليها واو أو فاء أو ثم فأنت بالخيار، فإن شئت / سكنت، وإن شئت تركتها على الأصل مكسورة.
وقول ثعلب في آخر لفظة من هذا الباب: "ونحوه" كان الأستاذ أبو علي شيخنا يقول: يجوز فيها النصب والجر، ولا يجوز فيها الرفع.
أما النصب: فبالعطف على الجملة التي هي في موضع نصب بالقول، وأما الجر: فبالعطف على القول في قوله: "كقولك" أي: كقولك كذا وكذا، وكنحو هذا القول، والنصب أحسن.