َتضْعِيفِ عينٍ، وكذلك خَسَأ، لأنَّه يقال خَسَأ الكلب وخَسَأتُهُ، فجاء مُعَدىً من غير شيءٍ يتعدَّى به، وكان حقُّه أنْ لا يتعدَّى إلاّ بأحد الأشياء التي ذكرناها: لأن معناه كما قدَّمناه بَعُدَ، وبَعُدَ لا يتعدَّى، فهو من تلك الألفاظ.
قال أبو جعفر: على هذا أهل اللُّغة، أعني: أنَّ خَسَأَ من الألفاظ التي سَوَّوْا فيها بين المُتَعَدِّي وغيرهِ.
وقال ابن الدَّهَّان في شرحه، [وصاحب الموعب]: العامَّة تقول: أخسأته، بالألف، وهي لغة.
قال أبن دَرَستويه: إنَّما تعدَّتْ هذه الأشياء بنفسها من غير مُعَدٍّ؛ لأنَّه كَثُرَ استعمالها، وعُرِفَ معناها، فحذف منها حرف التَّعْدية والنَّقْلِ تخفيفاً، واستُغْنيَ عنه بالتعارف لمعناها.
قال أبو جعفر: ويقال: خَسَأتُهُ فَخَسَأ، وخَسِئَ وانْخَسَأ، أيْ: أبعدته فَبَعُد، عن صاحب الواعي.
وقال صاحب المبُرزِّ عن الأصمعيِّ ويقال: أخْسَأ يا كلب، واخْسَئِي يا كلبةُ.