أبو بكر محمد بن أبي بكر بن فرح بن سليمان من أهل جيّان ويعرف بابن نِنَّة - بنونين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة مشددة - من شعره في أسود بقلنسوة حمراء:
وأسودَ غربيبٍ على أنَّ رأسهُ ... به كمةٌ كالبارقِ المتألِّقِ
نظرتُ إليها من بعيدٍ كأنَّها ... بقيةُ نارٍ فوقَ جِذعٍ مُحرَّقِ
ومن شعره في ديك:
ولهُ إذا ولَّى الظَّلامُ تطرُّبٌ ... تلتذّه أسماعُ كلِّ طَروبِ
لِيَبُثّه في يومه مستعلياً ... حتَّى تميلَ ذُكاؤه لغُروبِ
ولقد يُريك بصفحتيه سَوسناً ... ما بين وردٍ بالحياءِ مَشُوبِ
ويُريك من مثل الدمشق مُلاءةً ... لم تَرمِها عينٌ رَنَت بعيوبِ
ترنُو إلى عينيه إذ يُذكيهما ... فتقول ماءٌ جالَ في أُلهُوبِ
معاني هذه الأبيات من قول أبي العلاء المعرّي:
أيا ديكُ عُدَّتْ من أياديك صيحةٌ ... بعثتَ بها مَيْتَ الكرَى وهو نائمُ
عليك ثيابٌ خاطها الله قادراً ... بها رَئِمَتْكَ العاطفاتُ الروائِمُ
وتاجُكَ معقودٌ كأنَّك هُرمزٌ ... يُباهي به أملاكه ويُوائمُ
وعيناك سِقْطٌ ما خَبا عندَ قِرَّةٍ ... كلمعةِ برقٍ ما لها الدَّهرَ شائمُ