أبو الحسن علي بن زيد النجار الكاتب من أهل إشبيلية، كتب للسلطان بعد وفاة أبي الحسن عبد الملك بن عياش سنة ثمان وستين وخمسمائة، وعاجلته منيته فتوفي بمراكش في الطاعون وفي صفر من سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، المذكورة قبلُ؛ من شعره:
تغارُ بها الشَّمسُ في من يَغارُ ... ويعشقها البدرُ في من عشقْ
ترى الفرعَ في موج أردافها ... وقد كاد يغرقُ أو قد غرقْ
وتبصر قِلَّةَ حظِّ الوشاحِ ... منها فتعذرُهُ في القلق
تُساقطُ لفظاً نثيرَ الجمان ... وتبسمُ عن مثله متَّسق
وتهديكَ أنفاسَ ريحانةٍ ... تنفَّسَ عنها صديعُ الفلق
وتُظلمُ من فرعها في الصَّباح ... وتصبحُ من وجهها في الغسق
ومنه يرثي:
أما تشتفي منِّي صروفُ زماني ... وهلاَّ كفى الأيَّامَ أنيَ فانِ
وحسبُ المنايا أنْ خلعتُ شبيبتي ... ولولا حذاريها خلعتُ عناني
فغيَّضْتُ أمواهَ الدُّموع بمقلتي ... وأخمدتُ نيرانَ الجوى بجناني