تُضاحكُ أترابَها فيه لمَّ ... اغدا الجوُّ تدمع أجفانه
كما فَتح الليثُ فاه وقد ... تضرَّجَ بالدَّمِ أسنانه
وله في حَفلة كِنَاز اصطفَّت بها جُملة غُربان:
ومُخضرَّةِ الأرجاءِ قد طلَّها النّدَى ... وقابلها أنفُ الصَّبا بتنفُّسِ
تبدَّتْ بها الغِربانُ سطراً كما بدتْ ... ضفيرةُ شَعرٍ فوقَ بُردةِ سُندسِ
وأنشدنا له القاضي أبو الخطّاب والأستاذ في الحساب والفرائض أبو عبد الله ابن نعمان البكري عنه يصفُ دُولاباً:
للهِ دولابٌ يَفيض بسَلسلٍ ... في روضةٍ قد أينعت أفنانَا
قد طارَحَتْه بها الحمائمُ شَجوها ... فيُجيبها ويُرجِّعُ الألحانا
فكأنَّه دَنِفٌ يَدورُ بمعهدٍ ... يبكي ويسألُ فيه عمَّنْ بانا
ضاقت مَجاري طرفه عن دمعِهِ ... فتفتَّحت أضلاعه أجفانا