أبو إسحاق إبراهيم بن محمد التُّطَيلي - بضم التاء المثناة من فوق وفتح الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام وياء النسبة - الضرير، نشأ بقُرْطُبَة وسكن إشبيلية، وكان يُعرف بالتطيلي الأصغر، واشتهر بالشعر بعد أبي العباس التطيلي الأعمى بزمان يسير، وهو القائل من قصيدةٍ، منها في عماه:
يَثْني إلى وطءِ ما يغتاله قَدَماً ... يُهوِي إلى لمسِ ما يعدو عليه يدا
يمشي فتحسبُهُ يقضي الصَّلاةَ خطاً ... إذا استوى راكعاً من ركعةٍ سجدا
تهوي به قدماه صولَجَيْ لَعِبٍ ... تنزو السِّلامُ كراتٍ عنهما بددا
مخالطٌ لبني الدُّنيا مفارقُهُمْ ... قد غابَ عنه من الأشياء ما شهدا
شمسُ الظَّهيرةِ أعشتْ كوكَبَيْ بصري ... كذا سنا النّجم في ضوءِ الضّحى خَمَدا
إن نازَعَ الدَّهرُ في ثنتَيْنِ من عَدَدي ... فواحدٌ في ضلوعي يبهرُ العَدَدا
يَغنى عن الشُّهْبِ في أجفانه مُقَلاً ... مَن كانت الشَّمسُ في أضلاعه خَلدا
مَنْ طالَ خُلقاً نَفَى في خَلقه قِصَراً ... لا تَقْدُرِ الجِلْدَ منه واقدُرِ الجَلدا