أباحَ الدَّمعُ أسراري بوادِ ... به للحسنِ آثارٌ بَوادِ
فمن وادٍ يطوفُ بكلِّ روضٍ ... ومن روضٍ يطوف بكلِّ وادِ
ومن بين الظباءِ مهاةُ رَمْلٍ ... سبتْ عقلي وقد ملكت فؤادي
لها لحظٌ ترقِّدُهُ لأمرٍ ... وذاك الأمرُ يمنعني رقادي
إذا سدلَتْ ذوائبها عليه ... رأيتَ البدرَ في ظُلَمِ الدآدي
تخالُ الصُّبحَ ماتَ له خليلٌ ... فمن حُزْنٍ تسربلَ بالحدادِ
وأنشدني الكاتبان أبو جعفر ابن عبيد الأركشي وأبو إسحاق ابن الفقيه الجياني قالا: أنشدنا القاضي أبو يحيى عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي لحمدة هذه:
ولما أَبى الواشون إلاَّ فراقَنا ... وما لهمُ عندي وعدكَ من ثارِ
وشنُّوا على آذاننا كلَّ غارةٍ ... وقلَّتْ حماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتَهُمُ من مقلتيكَ وأدمعي ... ومن نَفَسي بالسَّيفِ والسيلِ والنَّارِ
وحدثني بعض قرابة الأمير أبي عبد الله ابن سعد أن هذه الأبيات الثلاثة لمهجة بنت ابن عبد الرزاق من نواحي غرناطة.