والنَّاسُ في الدُّنيا كسَفْرٍ أزمَعوا ... ظَعْناً وما غيرُ المنيَّةِ حادي
هل نحنُ إلاَّ من أرومة هالك ... فالفرعُ تِلْوُ الأصلِ في المُعتادِ
كلّ الجسومِ وإنْ تطاولَ مكثُها ... فمصيرُها لجواهِرٍ أفرادِ
قضتِ العقولُ بأنَّ كلَّ مركَّبٍ ... ينحلُّ عند تغالُبِ الأضدادِ
تتلُو المَبادي في الأُمورِ نهايةٌ ... والكونُ يُؤذِنُ طبعُهُ بفسادِ
لَهْفي ولَهْفي لا يُجيرُ منَ الرَّدى ... لَهْفي على قمَر العُلى والنَّادي
أودَى ابن نوحٍ فالشَّريعةُ بعده ... تبكي وتلبسُ فيه ثوبَ حدادِ
كم ذبَّ عنها كم أقامَ لواءها ... فرْداً وجلَّى مِن ظلامِ عنادِ
من لم يَلِجْ أُذُنيهِ مُؤلِمُ نَعْيه ... لم يَدْرِ كيف تَصَدَّعُ الأكبادِ
وسئل تذييل هذا البيت:
وإذا ذكرتك لم أجدْ لك لوعةً ... إذ لا تفارقُ قلبيَ المعهودا
فقال:
ما غبتَ عن قلبي فديتكَ لحظةً ... وكفى بقلبكَ لي لديك شهيدا
لكنَّ حظَّ العينِ منكَ فقدتُهُ ... فالشَّوقُ منِّي لا يزالُ جديدا
وله شعر كثير.