أبو بكر بن هشام الأزدي الكاتب من أهل قُرْطُبَة، كان من الكتَّاب البلغاء، وهو أخو أبي القاسم عامر بن هشام، وأبوهما أبو الوليد هشام بن عبد الله بن هشام أحد حكام قُرْطُبَة، وهو الَّذي صلَّى على أبي القاسم ابن بشكوال عند وفاته. وتوفي أبو بكر هذا بالجزيرة الخضراء سنة خمس وثلاثين وستمائة. واسمه كنيته، والنَّاس يكنونه أبا يحيى. وله في ليلة أنس:
ولمَّا دنا الإصباحُ قامَ مُودِّعي ... وخلَّفَني في قبضةِ الوجدِ هالكا
وكانَ سوادُ اللَّيلِ أبيضَ ناصعاً ... فعادَ بياضُ الفجرِ أسودَ حالكا
وله:
يا واحِدِي وهو لا جمعٌ يُقاومُهُ ... في حالةِ النَّفعِ أو في حالةِ الضَّررِ
هل من سَبيل لذاتِ الظِّلِّ والشّجرِ ... ومِذنَبٍ من مَعينِ الماءِ مُنفَجِرِ
وذي حنينٍ كأُمِّ الخِشْفِ فاقدةً ... له وقد ضلَّ بينَ الضَّالِ والسَّمُرِ
حتَّى أَكونَ بحيثُ الجسمُ في دَعَةٍ ... وفي قرارٍ وطرفُ العينِ في سفرِ