وزاد أبو الربيع بيتاً ثالثاً عن ابن حمير بالإنشاد عن ابن الأبرش كذلك:
فكيفَ عِلْمٌ ومجدٌ قد جمعتهُما ... وكلُّ مختلقٍ في مثلِ ذا وَقَفا
وبالإنشاد الأول له:
رأيتُ ثلاثةً تَحكي ثلاثاً ... إذا ما كنتَ في التشبيهِ تنصِفْ
فتاجو النّيلُ منفعةً وحُسناً ... ومصرٌ شنترينُ وأنت يوسُفْ
وما أحسن قول شيخنا أبي الحسن ابن حريق في هذا المعنى، وأنشدنيه:
أصبحَت تُدميرُ مِصْراً شَبهاً ... وأبو يوسف فيها يوسُفا
ولابن الأبرش يرثي غلاماً وسيماً غرق، قاله أو تمثل به وهو:
الحمدُ للهِ على كلِّ حالْ ... قد أطفأَ الماءُ سِراجَ الجَمالْ
أطفأهُ ما قد كانَ مَحْيا له ... قد يطفئُ الزيتُ ضياءَ الذُّبالْ
وقد أكثر الشعراء في رثاء الغريق فأجادوا، من ذلك قول أبي القاسم ابن العطار الإشبيلي في بعض الهَوزَنيين ومات غريقاً في نهر طلبيرة عند فتحها:
ولما رأوا أنْ لا مقرَّ لسَيفِهِ ... سوَى هامِهم لاذوا بأجرأ منهمُ
وكان من النَّهر المَعين مُعينُهم ... ومن ثَلَم السدّ الحسامُ المثلّمُ
فيا عجباً للبحرِ غالتهُ نُطفةٌ ... وللأسَدِ الضّرغامِ أرداه أرقَمُ