ودعِ اللجاجَ بأن تحلَّ مخالفاً ... حَزْنَ البقاعِ ونحن نؤثر سهلها
والنفسُ إن طاوعتها أمَّارةٌ ... بالسوءِ فاحذرْ أن تطاوعَ جهلها
فلربَّما جذبتْ إلى حَسَراتهِ ... نفسُ التقيّ إذا تناسى ختلها
من لم تَزَعْهُ عن المكارم نفسهُ ... لم يَسْطعِ العذالُ يوماً عذلها
وإذا تولى المرء غاية شهوةٍ ... وليت فلم يقدر هنالك عزلها
ومتاعُ هذا الدَّهرِ أقصرُ مدَّةً ... من أن يقابحَ ذو المروءةِ أهلها
وكان أبو محمد ابن باديس يناظر عليه في ذلك التاريخ في " مستصفى الغزالي " فحكى أبو تمام ابن صاحب الأحكام أن أبا الحصين ابن أبي الفتح كان ممن يحضر ذلك التناظر، فغاب عنه يوماً فكتب إليه ابنُ باديس:
يا واحداً في المعالي ... به العُلا تستبدُّ
إن القراءة نادت ... مولاي ما منك بدّ
فراجعه أبو تمام بأبياتٍ أولها:
لبَّيكَ لبيكَ يا مَنْ ... علاؤه لا يُحَدُّ
ومن إذا حلَّ شكٌّ ... فقولهُ لا يُرَدُّ