أبو الحسين أو أبو عبد الله محمد بن سَفَر الأديب منسوب إلى جدّه، وأصحابنا يكتبونه بالصاد، وكان بإشبيلية وهو من ناحية المريّة، قال في المدّ والجزر بوادي إشبيلية وأبدع في ما اخترع:
شقَّ النسيمُ عليه جيبَ قميصه ... فانسابَ من شطَّيْه يطلب ثارَهُ
وتضاحكتْ وُرْقُ الحمام بأيكها ... هُزْءاً فضمَّ من الحياء إزارَهُ
وقال أيضاً:
لو شاهدتْ عيناك زورَقَ فتيةٍ ... أبدى بهم نهجُ السُّرور مَراحَهُ
وقد استداروا تحت ظلّ شِراعه ... كلٌّ يمدّ لكأس راحٍ راحَهُ
لحسِبتَه خوفَ العواصف طائراً ... مدَّ الحنانَ على بنيه جناحَهُ