شبابٌ شَفَى نفسي وودَّعَ مسرعاً ... كما زار طَيفٌ أو تبوَّجَ بارقُ
قضيتُ به حقَّ الهوَى وأطعتُهُ ... فأيامُهُ في عينِ فكري حدائقُ
وقال أيضاً:
بي جُؤذَرٌ هامَ الفؤادُ بحُبِّهِ ... عُنيتْ لواحظُهُ بقتلِ محبِّهِ
قد أتلفَ المُهَجاتِ بين لَطافَةٍ ... في وجنتيهِ وقسوةٍ في قلبهِ
وإذا رأى المرآةَ هامَ فؤادُهُ ... في حُسْنِ صورتِهِ فرقَّ لصبّه
ولابن البراء في أعرج
أبِنْ لي يا أبا موسى بحالٍ ... بَدَتْ لي منكَ يضحكُ من رآها
تكيلُ الأرضَ باعاً بَعْدَ باعٍ ... كأنَّكَ قد عَزَمتَ على شِراها
وتنبحُكَ الكلابُ بكلِّ أرضٍ ... كأنَّكَ قد طُبِعتَ على أذاها
وقال بالقيروان، وقد بلغه أن أبا الفضل يوسف ابن النحوي ذم خطَّ أهل الأندلس، من قصيدة يقول فيها:
تنسمْ أريجاً لم يَضُعْ من لطائمِ ... وعرِّجْ على ربعٍ لميَّةَ طاسِمِ
ترحلتُ عن أَرضي فأفضتْ بيَ النَّوى ... لأرضِ ذئابٍ في ثيابِ ضراغمِ
فكم فيهمُ من عائبٍ قمرَ الدّجى ... ومستنزرٍ منهلَّ قطْرِ الغمائم
رمى معشري بالذمِّ منطقُ يوسفٍ ... وحُسْنُ الثّريّا مُفْحِمٌ كلَّ ذائم
أبا الفضل لا ترتَبْ بأنَّك من فمي ... سليمُ أفاعٍ لستَ منها بسالمِ
أراكَ سفاهاً عبتَ خطَّ مَعَاشرٍ ... بهمْ تُسْفِرُ الأيَّامُ عن وجهِ باسمِ
فإن يكُ فضلاً ما تشي يدُ كاتبٍ ... فكلُّ العُلا في ما تشي يدُ راقم