تحفه القادم (صفحة 103)

فقال:

شكتْ يا لها تشكو لفَرْطِ صبابةٍ ... ولوعةِ وجدٍ ألبستها الضَّنى بُرْدا

وقالتْ ودمعُ العينِ في وَرْدِ خدِّها ... يُريكَ جُمان الطَّلِّ إذْ بلَّلَ الوَرْدا

أيا قمرٌ رِفْقاً على القلبِ إنَّه ... سَقيمٌ ضعيفٌ ليس يَحتمِلُ الصَّدَّا

فلو حمّلتْ شُمُّ الجِبال من الهوَى ... كبعض الَّذي حُمّلتهُ هدَّها هدَّا

ورابعُها:

صحا القلبُ عن سلمى وعُلِّق زَيْنَبا ... وعاودَهُ أضعافُ ما قد تجنَّبا

فقال:

إذا نَمَّتِ الأزهارُ واعتلَّتِ الصَّبا ... وهيَّجتِ الألحانُ أشْجانَ منْ صبا

ودارَتْ كؤوسٌ للمُدامِ تَخالُها ... لرِقَّةِ ما فيها لُجَيْناً مُذَهَّبا

تهُزُّ هلالاً للمكارمِ هزَّةً ... كهزّ القنا يومَ الكريهةِ والظُّبا

ففي حالةِ الإفضال يشبهُ حاتماً ... وفي حالة الإقْدام يحكي المُهَلَّبا

ومن شعره والرابع مُضَمَّن:

نَفى نَوْمي وهيَّجَ لي خيالي ... فِراقٌ لم يكنْ يجري ببالي

وكنَّا قبلَه في خَفْضِ عَيْشٍ ... وأُنْسٍ وانتظامٍ واتّصالِ

فشتّتنا الفِراقُ وروَّعَتْنا ... مَطيُّ البَيْنِ تُدْنى لارتحالِ

فلو نُعْطى الخيارَ لما افترَقْنا ... ولكن لا خيارَ مع اللَّيالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015