فلما توفي شيخُه المذكور؛ ازداد اشتغاله بالعلم والعمل.
قال لي شيخُنا القاضي أبو المفاخر محمد بن عبد القادر الأنصاري رحمه الله (?): "لو أدرك القشيريُّ صاحب "الرسالة" شيخَكُم وشيخَه (?)؛ لما قَدَّمَ عليهما في ذكره لمشايخها (?) أحداً؛ لما جُمع فيهما من العلم، والعمل، والزهد، والورع، والنُّطق بالحِكَم، وغير ذلك".
وذكر لي الشيخ -قدَّس الله روحه- قال: "كنتُ أقرأ كلَّ يومِ اثنتي عشر درساً على المشايخِ؛ شرحاً وتصحيحاً: درسين في "الوسيط"، ودرساً في "المهذَّب"، ودرساً في "الجمع بين الصحيحين"، ودرساً في "صحيح مسلم"، ودرساً في "اللمع" لابن جُنِّي في النحو، ودرساً في "إصلاح المنطق" لابن السِّكِّيت في اللغة، ودروساً في التصريف،