عَزَفْتَ عَنْ شَهَوات ما لِعَزْم فتى ... بها سواك إذا عنَّت له قبل

أَسْهَرْتَ في العِلْم عَيْناً لَمْ تَذُقْ سِنَةً ... إلا وأنت في الحلم مشتغل

يا لَهْفَ حَفْل عًظيم كُنْتَ بَهْجَتَهُ ... وحيله فعراه بعدك العطل

وطالِبُو العِلْم مِن دان ومُغْتَرب ... نالوا بيمينك منه فوق ما أملوا

حَارُوا لِغَيْبَةِ هادِيْهِم وضاقَ بهِمْ ... لفرط حزنٍ عليه السهل والجبل

تُرَى درَى تُرْبَهُ مَن غَيبُوهُ بهِ ... أو نعشه من على أعواده حملوا / [36]

عَنَّاهُ شُغْلُهُمُ دهراً وعادَ لَهُم ... بلاعج الوجد (?) عن أشغالهم شغل

يا (مُحْيي الدِّينِ) كَمْ غادرْتَ مِن كبد ... حرى عليك وعين دمعها هطل

وكُمْ مُقام كَحَد السَّيْفِ لا جَلدٌ ... يقوى على هوله فيه ولا جدل

أَمَرْتَ فيهِ بأمْرِ اللهِ مُنْتَضِياً (?) ... سيفاً من العزم لم يصنع له خلل

وكلم تَوَاضَعْتَ عنْ فَضْل وعَنْ شَرَفٍ ... وهمةٍ هامة الجوزاء تنتعل

عالجْتَ نَفْسَكَ والأدواءُ شامِلةٌ ... حتى استقامت وحتى زالت العلل

بَلَغْتَ بالتعَب الفَاني رِضَى مَلِكٍ ... ثوابه فى جنان الخلد متصل

ضَيْفُ الكَريَم جَديرٌ أَنْ يُضافَ لهُ ... إلى الكرامة من ألطافه نزل

بَرَرْتَ أَصْلَيْكَ (?) في داريكَ مُحْتَسِباً ... فقد تكافأ فيك الحزن والجذل (?)

فَجَعْتَ بالأمْسِ لَيْلَا كُنْتَ سَاهِرَهُ ... لله والنوم قد خيطت به المقل

وحَالَ (?) نورُ نهارٍ كُنْتَ صائِمَهُ ... إذا الهجير بنار الشمس مشتعل

لا زَالَ مَثْواكَ مَثْوى كُل عارِفَةٍ ... وروضه النضر من سحب الرضا خضل (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015