فإن كنت تعرف وجهاً تعينني به فأحب أن ترشدني إليه وكنت أعرف منها وجوهاً بالنصف فقلت وأنا أحب تخليص بني الفرات: إن أردت أن أُحصل لك ذلك وزيادة فأطلق ابني الفرات واستعملهما. قال: فنهض ودخل على المعتضد بالله وعرفه الصورة وقال: أنا بعيد العهد بالعمل، وابنا الفرات قد خبرا الأعمال ووجوه الأموال، وعندهما من علم ذاك ما يحتاج إليهما فيه. فقال له المعتضد: وكيف تصلح لنا نياتهما وقد استفسدناهما وأسأنا
إليهما وصادرناهما؟ فقال له: إذا أردت أن تصطنعهما وتستصلحهما صلحا ونصحا. فقال له المعتضد: ربما اجتمعا عليك وأفسدا بيني وبينك، والأمر في حبسهما وإطلاقهما إليك. فخرج وعرفني ما جرى، وأحضر أبا العباس وأدناه وقال له: قد استوهبتك وعملت على اصطناعك والاستعانة بك، فكيف تكون؟ قال: أبذل وسعي في كل ما قضى حقك وخفف عنك. وخرج إليه عبيد الله بما هو فيه، وقص عليه أمره فيما يعانيه، فقال له: يتقدم الوزير بإحضار أحمد بن محمد الطائي وعلي بن محمد أخي يعني أبا الحسن وتفردني وإياهما. ففعل عبيد الله ذلك، واعتزل أبو العباس وأبو الحسن وخاطبا الطائي على أن يضمناه أعمال الكوفة والقصر وباروسما الأعلى والأسفل وما يجري مع ذلك، وقررا معه الضمان على أن يحمل من ماله في كل يوم سبعة آلاف دينار، وفي كل شهر ستة آلاف دينار، وأخذا خطة بالتزام الضمان وتصحيح المال على ما تقرر من أوقاته، واستقبلا به في المياومة يومهما، وفي المشاهرة غدهما، وجاءا إلى عبيد الله فسلما إليه الخط. فلما وقف عليه استطير سروراً، ودخل إلى المعتضد وعرفه ما جرى، فقال له: قد كنت يا عبيد الله أعلم مني بهما، وما يجب إضاعة مثلهما. وصادرناهما؟ فقال له: إذا أردت أن تصطنعهما وتستصلحهما صلحا ونصحا. فقال له المعتضد: ربما اجتمعا عليك وأفسدا بيني وبينك، والأمر في حبسهما وإطلاقهما إليك. فخرج وعرفني ما جرى، وأحضر أبا العباس وأدناه وقال له: قد استوهبتك وعملت على اصطناعك والاستعانة بك، فكيف تكون؟ قال: أبذل وسعي في كل ما قضى حقك وخفف عنك. وخرج إليه عبيد الله بما هو فيه، وقص عليه أمره فيما يعانيه، فقال له: يتقدم الوزير بإحضار أحمد بن محمد الطائي وعلي بن محمد أخي يعني أبا الحسن وتفردني وإياهما. ففعل عبيد الله ذلك، واعتزل أبو العباس وأبو الحسن وخاطبا الطائي على أن يضمناه أعمال الكوفة والقصر وباروسما الأعلى والأسفل وما يجري مع ذلك، وقررا معه الضمان على أن يحمل من ماله في كل يوم سبعة آلاف دينار، وفي كل شهر ستة آلاف دينار، وأخذا خطة بالتزام الضمان وتصحيح المال على ما تقرر من أوقاته، واستقبلا به في المياومة يومهما، وفي المشاهرة غدهما، وجاءا إلى عبيد الله فسلما إليه الخط. فلما وقف عليه استطير سروراً، ودخل إلى المعتضد وعرفه ما جرى، فقال له: قد كنت يا عبيد الله أعلم مني بهما، وما يجب إضاعة مثلهما.