أبي الحسن بن الفرات، وضمه ابن الفرات إليه، وأكب علي بن عيسى على رأس المحسن فتطاول له تطاولاً كالقيام، وقام معه كل من كان بحضرة ابن الفرات إلا وجوه أصحاب الدواوين، ومشى بين يديه الحجاب والحواشي، ومضى إلى دار شفيع. ولم يبعد أن قام ابن الفرات لصلاة المغرب، فلما صلى دعا بهشام وابن جبير وابن فرجويه وقال: رأيتم مثل رجلة علي بن عيسى وتطأمنه للنكبة واستعانته عليها بالاستعطاف والتذلل؛ وهذه طريقة لا أحسنها، لأن كبدي في المحن كأكباد الإبل، لا جرم أنها تزداد وتتضاعف. ثم دعا بالعباس الفرغاني حاجبه وقال له: حدثهم. فقال: نعم، لما نزل علي ابن عيسى إلى طيار شفيع اللؤلؤي أجلسه في صدره وجلس بين يديه. فقال ابن الفرات: هذا غير منكر لأنا ما عاملنا بقبيح فيتصنع لنا شفيع بإذلاله، وهو مع ذلك شيخ قد رأس عليهم، وكان معظماً في أيام عبيد الله بن سليمان وله أُبوته وصناعته. وأقام علي بن عيسى في دار شفيع إلى أن أدى ثلاثمائة ألف دينار المصادرة، وأطلقت ضياعه. ثم أُبعد إلى مكة، وأطلق له ابن الفرات عشرة آلاف درهم نفقة سلمها إليه، وأعطي في أجر الجمالين ونفقات الموكلين ثمانية آلاف درهم. فلما حصل بمكة أُعيد قبض الضياع وأمر بإخراجه إلى صنعاء. وإنما تم ذلك عليه بعد خروج مؤنس إلى الرقة كالمبعد. وذكر أن علي بن عيسى لم يقبل لأحد من الكتاب في نكبته هذه معونة