الأخت والجدة. وكتب يوسف بن يعقوب إليه كتاباً في مواريث أهل الذمة حكي فيه ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن المسلم لا يرث الكافر، وأن الكافر لا يرث المسلم وأنه لا يتوارث أهل ملتين. ووصف يوسف في كتابه أن السنة جرت بأن أهل كل ملة يورثون من هو منهم إذا لم يكن له وارث من ذي رحمه. وعرف أبو الحسن أمير المؤمنين أن ما قرر عليه حامد بن العباس الأمر من تتبع المواريث وتقليد جبايتها عمالاً يجرون مجرى عمال الخراج شيء لم يكن في خلافة من الخلافات إلى أن مضى صدر من خلافة المعتمد على الله رحمه الله فإن يداً دخلت فيها في ذلك الوقت على سبيل تأول بما روي عن زيد بن ثابت رحمه الله دون غيره، فأزالها المعتضد بالله صلوات الله عليه. ثم أعاد ذلك الرسم الجائر والأثر القبيح السائر حامد بن العباس بظلمه وتعديه وتهوره وتسطيه وتأول على الرعية بما لم يرض الله عز وجل فيه. فأمر أمير المؤمنين بأن يرد على ذوي الأرحام ما أوجب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس وعبد الله بن مسعود سلام الله عليهم ومن إتبعهم من أئمة الهدى رضي الله عنهم رده من المواريث عليهم، وأن ترد تركة من مات من أهل الذمة ولم يخلف وارثاً على أهل ملته، وأن يصرف جميع عمال المواريث في سائر النواحي ويبطل

أمرهم، ويرد النظر في أعمال المواريث إلى الحكام على ما لم يزل يجري عليه قبل أيام المعتمد على الله. ورأى أمير المؤمنين أن من الحق لله عليه فيما قلده من خلافته، وألبسه من جلباب كرامته، وألزمه من رعاية عباده في بلاده الدانية والقاصية، ونواحي سلطانه القريبة والبعيدة، أن يعم جميعهم بعدله وإنصافه، ويتناولهم بفضله وإحسانه، ويسن لهم سنة الخير في أيامه، ويزيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015