والكراع والجمال، ولم يؤخذ من أحد من الوزراء قبله ولا بعده مثل ذلك.
ومما حدث قبل القبض عليه أن طلع في شهر رمضان من السنة المذكورة كوكب ذو ذؤابة، فطلع آخر مثله في شوال في مطلع الهلال، وطلع ثالث في ذي القعدة في مطلع الشمس، وأكثر الناس القول في ذلك وما يحدثه من حادث، فكان زوال أمر ابن الفرات.
لما قبض عليه في اليوم المقدم ذكره من سنة تسع وتسعين ومائتين اعتقل في بعض الحجر من دار الخلافة، ولم يزل معروف الخبر إلى جمادي الآخرة سنة ثلاثمائة، فإنه نقل إلى بعض المواضع المستورة، وخفي أمره على الناس عامة حتى رجمت الظنون فيه. ثم أُخرج تابوت فيه هارون الشاري وقد مات على أنه تابوته، فزال الشك في موته، وصلى عليه أبو الحسن علي بن عيسى، وظهر بعد ذلك بقاؤه وحياته. وكان أبو بشر عبد الله بن فرجويه قد سلم من النكبة عند القبض على ابن الفرات في الوزارة الأولى، وقام على الاستتار مدة وزارة أبي علي الخاقاني ووزارة أبي الحسن علي بن عيسى. وواصل مكاتبة أبي الحسن بن الفرات في محبسه على يد سومنة الطبيب وتعريفه الأمور، وترددت جواباته إليه بما رسمه له من مكاتبة المقتدر بالله عن نفسه بالطعن على أبي الحسن علي بن عيسى ووقوف الأمر على يده،