والشجرُ جنس واحد، وكلُّ ذلك دليل على مُدَبَر دَبَّرَه وأحكمَه، لا يُشْبِهُ

المخلوقات.

وقد نظم بعضُهم في هذا المعنى فقال في كتابه " الصادح والباغم ":

والأرضُ فيهاعِبر للمُعْتَبِرْ. . . تُخْبِرُ عن صُنعِ مليكٍ مُقتدرْ

تُسقَى بماءٍ واحدٍ أشجارُها. . . وبقعةٌ واحد قَرارُها

والشمسُ والهواء ليس يَخْتَلِفْ. . . وأُكْلُها مُخْتَلِف لا يَأتَلِفْ

لو أَنَّ ذا من عمل الطبائعِ. . . أو أنّه صَنعةُ غيرِ صانعِ

لم يختلفْ وكان شيئاً واحداً. . . هل يُشبهُ الأولادُ إلا الوالدا

الشمسُ والهواءُ يا معاندُ. . . والماءُ والتُّرابُ شيء واحدُ

فما الذي أوجبَ ذا التَّفاضُلا. . . إلا حكيم لم يُرِدهُ باطِلا

سبحانَه من مُحْكمٍ قديرِ. . . حي عليمٍ مُبْدعٍ بصيرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015