وموالاته توجب إعراضه عن الله ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر اهـ. قال الزمخشري: وهذا أمر معقول فإن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان اهـ.

ولقد أحسن العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى حيث في الكافية الشافية يقول:

أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبا له ما ذاك في إمكان

وكذا تعادي جاهدا أحبابه ... أين المحبة يا أخا الشيطان

وقال يزيد بن الحكم الثقفي:

تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك ليس الفعل منك بمستوي

وقال غيره:

تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك ليس النوك (?) عنك بعازب

ثم قال تبارك وتعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره معنى الآية: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم، إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين، أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعا عن نفسه من غير أن يستحل دما حراما أو مالا حراما أو يظهر الكفار على عورة المسلمين. والتقية لا تكون إلاّ مع خوف القتل وسلامة النية، قال الله تعالى: {إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ثم هذه رخصة فلو صبر حتى قتل فله أجر عظيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015