أشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا ثم أصلّي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم قال: ففاضت عيناي. وذكر تمام الحديث رواه الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي مطولا ومختصرا.
الحديث الثاني: عن عائشة رضي الله عنها أنه اعتل بعير لصفية بنت حيي رضي الله عنها وعند زينب فضل ظهر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزينب: (أعطيها بعيرا) فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر. رواه أبو داود.
الحديث الثالث: عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فرأى قبة مشرفه فقال: (ما هذا) قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار قال: فسكت وحملها في نفسه حتى إذا جاء صاحبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عليه في الناس أعرض عنه صنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه فشكى ذلك إلى أصحابه فقال: والله إني لأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -