مساكنة المشركين اختيارا ولا مشاورتهم وأخذ آرائهم، والقول الأول أظهر يدل ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تراءى ناراهما). وقوله في حديث الزهري الذي سيأتي ذكره قريبا: (وأنك لا ترى نار مشرك إلاّ وأنت له حرب) والله أعلم.
الحديث الرابع: عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يقبل الله من مشرك بعدما يسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين) رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الحديث الخامس: عن يزيد بن الشخّير قال: بينا أنا مع مطرف بالمربد إذ دخل رجل معه قطعة أدم، قال: كتب لي هذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهل أحد منكم يقرأ؟ قال: قلت أنا أقرأ، فإذا فيها: (من محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني زهير بن أُقَيْش أنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وفارقوا المشركين وأقروا بالخمس في غنائمهم وسهم النبي وصَفيِّه أنهم آمنون بأمان الله ورسوله) رواه النسائي.
الحديث السادس: عن جرير رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم وعلى فراق المشركين. رواه النسائي. وفي رواية له قال جرير: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فأنت أعلم، قال: (أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين).