وعن عكرمة: هو أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم. قال بعض العلماء: معنى تصطنعوهم تولّوهم الأعمال كمن يولي الفساق والفجار. وقال ابن الأثير: الاصطناع افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان. وقال الزمخشري: النهي متناول للإنخراط في هواهم والإنقطاع إليهم ومصاحبتهم والرضى بأعمالهم والنسبة إليهم والتزيي بزيهم. قال بعض العلماء: وكذلك مجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم ومدلين إلى زهرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم.
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم} قال الجوهري: بطانة الرجل وليجته. وقال ابن الأثير: بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. وقال البغوي في قوله تعالى {لا تتخذوا بطانة من دونكم}: أي أولياء وأصفياء من غير أهل ملّتكم وبطانة الرجل خاصته تشبيها ببطانة الثوب التي تلي بطنه لأنهم يستبطنون أمره ويطّلعون منه على مالا يطلع عليه غيرهم، ثم بين العلّة في النهي عن مباطنتهم فقال جل ذكره {لا يألونكم خبالا} أي لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد اهـ.
وقال القرطبي في تفسيره: نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكافرين واليهود وأهل الأهواء دخلاء