وقد قال كثير من السلف - رحمهم الله - إنها نزلت في قوم قالوا فيما بينهم في بعض أسفارهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله فيهم هذه الآية، وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح.
فالواجب على أهل العلم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات الحذر من ذلك والتحذير منه لما في ذلك من الخطر العظيم والفساد الكبير والعواقب الوخيمة، عافانا الله والمسلمين من ذلك وسلك بنا وبهم صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.
10 - يخطر ببال الإنسان وساوس وخواطر وخصوصا في مجال التوحيد والإيمان، فهل المسلم يؤاخذ بهذا الأمر؟
الجواب: قد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين وغيرهما أنه قال: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» . وثبت «أن الصحابة - رضي الله عنهم - سألوه - صلى الله عليه وسلم - عما يخطر لهم من هذه الوساوس المشار إليها في السؤال، فأجابهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " ذاك صريح الإيمان» وقال عليه الصلاة والسلام: «لا