مخلدا فيها أبدا, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ".

" وعنه: أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا "

(التردي) في الأصل: التعرض للهلاك, من الردى, وشاع في التدهور لإفضائه إلى الهلكة, والمراد به هاهنا: أن يتهور الإنسان فيرمي نفسه من جبل.

و (التحسي) والحسو واحد, غير أن فيه تكلفا.

و" يجأ" على وزن: يجع, من الوجاء, وهو الإجافة بالسكين ونحوه, والضمير في " بها " للحديدة.

وفي تعذيب الفساق بما هو من جنس أفعالهم حكم لا تخفى على المتفكرين من أولي الألباب.

والظاهر: أن المراد من هؤلاء: الذين فعلوا ذلك مستحلين له, وإن أريد منه العموم, فالمراد من الخلود والتأبيد: المكث الطويل المشترك بين دوام لا انقطاع له, واستمرار مديد ينقطع بعد حين بعيد, لاستعمالهما في المعنيين, فيقال: وقف وقفا مخلدا مؤبدا, أو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015