وقال عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} [الجن: 13 - 14].

فالصالحون هم (?) الطبقة العليا، ومن دون الصالحين هم الذين قالوا فيهم: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} فإن المسلمين أعم من الصالحين.

ونظيره في بني آدم: أصحاب اليمين، إذ يحتوي على المقربين وغيرهم.

ولم نطلق اللفظ في الجن بأن نقول: إن فيهم (?) مقربين وأصحاب اليمين، وإن كانوا فيهم، لأنا اقتصرنا في حقهم على لفظ القرآن، فجعلنا لفظ الصالحين منهم بإزاء المقربين من بني آدم، وجعلنا من دون الصالحين منهم بإزاء أصحاب اليمين.

ومن الدليل على أن من (ق.153.أ) دون الصالحين هم من جملة المؤمنين ولم يلحقوا بالصالحين قول الله تعالى في بني إسرائيل: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} [الأعراف: 168]، فأخبر أنه فرقهم في الأرض فرقا، ثم أخبر أن منهم صالحين وأن منهم من هو دون ذلك، يعني في الصلاح.

ويدل على أن من دون ذلك في هذه الآية إنما هم من المؤمنين قوله: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 168].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015