واللغة لا تعضد واحدا من هذين القولين، لأنه لا يوجد في اللغة، عبد بمعنى: أمر بالعبادة، ولا بمعنى: استعبد، هذا إن لو كان الفعل في قوله: {لِيَعْبُدُونِ} منسوبا إلى الله تعالى، وإنما هو منسوب إلى المخلوقين، فكيف يصح أن يقال: عبد الرجل: إذا أمره غيره بالعبادة، أو عبد: إذا استعبده غيره، وإنما يوجد في اللغة (?): عبد الرجل الإله: إذا ألزم نفسه العبادة، وكذلك عابد الوثن أيضا.
ويقال: عبِد الرجل من الشيء (بكسر الباء): إذا أنف منه (?)، وقد قيل ذلك في قول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] أي: الآنفين من ذلك المعتقدين بطلانه (?).
وقال بعض أهل اللغة: لا يقال من الأنفة في اسم الفاعل إلا عبد لا عابد. وهذا هو القياس، وحكى ابن قتيبة في غريب القرآن (?) أنه يقال من الأنفة: عبدت من كذا أعبد عبدا، فأنا عبد وعابد.